- الحسين لما أراد الخروج من مكة طاف وسعا وقص من شعره وأحل من أحرامه، لأنه لن يتمكن من اتمام الحج مخافة أن يقبض عليه أو يقتل في مكة وجمع
أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة فخطب فيهم قائلاً: "الحمد لله ما شاء الله ولا قوة الا بالله وصلى الله على رسوله خط الموت على ولد آدم فخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين.
أصحابه في الليلة الثامنة من ذي الحجة فخطب فيهم قائلاً: "الحمد لله ما شاء الله ولا قوة الا بالله وصلى الله على رسوله خط الموت على ولد آدم فخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملان مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين.
- التقى الفرزدق الشاعر بقافلة الحسين فسلم عليه وقال له: بأبي أنت وأمي يابن رسول الله وما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لأخذت … ثم سأله أبو عبد الله عن الناس؟ فقال (أي الفرزدق): قلوبهم معك وأسيافهم عليك . فقال عليه السلام: "صدقت لله الأمر وكل يوم هو في شأن" فان نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وان حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته، والتقوى سريرته"
- أرسل الحسين رضي الله عنه إبن عمة مسلم بن عقيل إلي الكوفة لإستطلاع الأمر فنزل في دار هانيء بن عروة بن نمران وكان من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, حارب معه في الجمل وصفين والنهروان.
- لما علم بذلك يزيد بن معاوية عزل هاني بن عروة وأستبدله بعيد الله بن زياد الذي استطاع أن يحكم الحيلة ليقبض على هانىء بن عروة الذي آوى رسول الحسين مسلم بن عقيل ، وأحسن ضيافته، واشترك معه في الرأي والتدبير، فقبض عليه وقتله بعد حوار طويل جرى بينهما، وألقى بجثمانه من أعلى القصر الى الجماهير المحتشدة حوله وكان عمره آنذاك بِضعاً وتسعين فاستولى الخوف والتخاذل على الناس، وذهب كل انسان الى بيته، وكأن الأمر لا يعنيه.
- دخل الوالي الجديد ابن زياد الكوفة، وأرسل الى رؤساء العشائر والقبائل يهددهم بجيش الشام، ويطمعهم، فجعلوا يتفرقون عن مسلم بن عقيل , إبن عم الرسول (ص) شيئاً فشيئاً الى أن بقي مسلم وحيداً , هذا ما كان يتوقعه مسلم بن عقيل عندما طلب من الحسين رضي الله عنه أن يعفيه من هذه المهمة، لعلمه بغدر الشيعة بعمه علي، وابنه الحسن رضي الله عنهم، فقد تحقق ما كان يتوقعه، وقتل مسلم بمرأى ومسمع من دعاه وبايعه باسم الحسين
وسار الحسين رضي الله عنه حتى صار على مرحلتين من الكوفة، فاذا بالحر ابن يزيد الرباحي التميمي وكان من شرطة عبيد الله بن زياد في ألف فارس، فقال له الحسين: ألنا أم علينا؟ فقال: بل عليك يا أبا عبد الله . فقال: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم تردد الكلام بينهما حتى قال له الحسين: فان كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم، وقدمت به على رسلكم، فاني أرجع الى الموضع الذي أتيت منه . فمنعه الحر وأصحابه من ذلك، وقال: بل خذ يابن رسول الله طرقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك الى المدينة، لاعتذر أنا لابن زياد بأنك خالفتني في الطريق، فتياسر الحسين حتى وصل الى عذيب الهجانات".
- ألتقي الجمعان وأثناء ذلك أذن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك؟ قال: لا بل نصلي جميعاً بصلاتك فصلى بهم الحسين، وبعد أن فرغ من الصلاة أقبل عليهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي محمد وقال: أيها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين بالجور والعدوان، وان أبيتم الا الكراهية لنا، والجهل بحقنا، وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم، انصرفت عنكم فقال الحر: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها . فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوئين كتباً . قال الحر: اني لست من هؤلاء، واني أمرت أن لا أفارقك اذا لقيتك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد . فقال الحسين: الموت أدنى اليك من ذلك . وأمر أصحابه بالركوب وركبت النساء فحال بينهم وبين الانصراف الى المدينة، فقال الحسين للحر: ثكلتك أمك ماتريد منا؟ قال الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذا الحال، ما تركت ذكر أمه بالثكل كائناً من كان، والله مالي الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما نقدر، ولكن خذ طريقاً نصفاً بيننا لا يدخلك الكوفة ولا يردك الى المدينة حتى أكتب الى ابن زياد، فلعل الله أن يرزقنا العافية ولا يبتليني بشيء من أمرك".
- لمّا رأى الحر إصرار القوم على قتال الإمام الحسين بدأ يفكّر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين قليلاً قليلاً، «فقال له رجل من قومه، يقال له المهاجر بن أوس: يا ابن يزيد، والله إنّ أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن، ولو قيل لي مَن أشجع أهل الكوفة رجلاً ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك قال: إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً، ولو قطّعت وحرّقت. ثمّ ضرب فرسه فلحق بالحسين» , وقاتل بجواره قتال الأبطال ثمّ أحاطوا به من كلّ صوب وحدب، وأردوه قتيلاً، «فأتاه الحسين، ودمه يشخب، فقال: بخٍ بخٍ يا حر، أنت حرّ كما سمّيت في الدنيا والآخرة
- كان الحسين رضي الله عنه من أسود الوقائع، وسقاة الحقوق، وأباة الذل حين تخلي عنه أصحابه واشتد البأس بينه وبين عدوه وبعد إستشهاد الحر ابن يزيد الرباحي إذ جاءه العدو من فوقه ومن تحته وأحاط به من جميع نواحيه، وهو وحيد فريد، لا ناصر له ولا معين …. حتى وقع في أيديهم فقتلوه وجزّ رأسه الطاهرة محارب من أتباع عبيد الله بن زياد يدعي شمر بن ذي الجوشن وكان ممن بايع علي بن أبي طالب وشارك في معركة صفين إلى جانبه لكنه تمرد عليه في فتنة الخوارج , بعد ذلك أرسلو الرأس الطاهرة بعد جزها إلي عيد الله بن يزيد والي الكوفة الذي قتل قصاصا منه بعد ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق