[جدة - أحمد مساوى]
أطباق الحجاز كثيرة ، ودخلت للحجاز عن طريق عدة مدن خاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة ، وفي كل من هذه المدن دخلت أطباق مختلفة من حضارات متنوعة ، ولتسهيل الأسماء كان الناس يطلقون على بعض الأكلات أسماء مريحة لهم وتناقلوها في مجتمعاتهم الصغيرة.
لا تستغرب إذا تناولت طبق معين وسمعت اسمه ثم تناولت نفس الطبق عند عائلة أخرى وسمعت اسم مختلف! هذا أمر طبيعي في الحجاز بسبب عدم توثيق الأطباق بطريقة سليمة وإختلاف استيعاب الحضارات الأخرى.
الطبق الذي يظهر في الصورة هو طبق يطلق عليه أسماء كثيرة منها (ندي ، معرق ، مقلقل ، سلات ، مرق اللحم .... الخ) لكن ما هو الإسم الأصح؟
أولاً هذا الطبق بسيط في إعداده ومكوناته لكنه يعتمد بشكل رئيسي على كون اللحم طازجاً ويعتمد على تقنية معينة وهي "تندية اللحم" أو "تعريق اللحم" على نار هادئة لكي تخرج عصارة اللحم براحتها ، ومن هنا جاء التشبيه بأن اللحم يتعرض لحرارة بسيطة فيتعرق ، أو يخرج الندى منه (تشبيه أجمل).
وعن نفسي أُفضل تسمي الـ "ندي" لأنها ألطف من كلمة "معرق"
وبكده نستبعد كلمة معرق من هذي الطبخة ونتركها لطبخة أخرى (معرق بالطماطم) لأنها تتناغم أكثر في ذلك الطبق ، بينما يتناغم إسم "ندي" على هذا الطبق.
هناك تسمية أخرى عند بعض العوائل وهي "مقلقل أو سلات" وهذه التسمية بدأت تختلط مع هذا الطبق من الجيل الماضي فقط ، وذلك بسبب تشابه نكهات المقلقل أو السلات مع الندي ، والصحيح عند أهل الصنعة وأهل المقلقل والسلات هو بأن هذين الطبقين عبارة عن قطع لحم صغيرة بدون عظم ، والمقلقل مع خلطة فيها طماطم وبصل ، والسلات تخلو خلطته من الطماطم (وقد تنعكس التسمية لدى بعض العوائل أيضاً).
معنى كلمة سلات تتعلق بإخراج الأحشاء من الشاه أو القطع أو المسح ، والسلات والمقلقل لابد أن يكون اللحم فيه طازج ، وهذا ينطبق على الندي ، ولهذا جاء الخلط في التسمية.
اما التسمية الأخيرة التي نمر عليها فهي بسيطة جداً (مرق اللحم) ، صحيح أن التسمية تصف مرق اللحم ، لكن المتعارف عليه عالمياً أن مرق اللحم هو الـ "Stock - ستوك" وهو ماء ومكونات معينة مثل العظم وكمية بسيطة من اللحم والبهارات والأعشاب والخضار تُطبخ بتقنية معينة لفترة معينة ليصبح لدينا الستوك ، ويُستخدم السائل كأساس للشوربة والكثير من أنواع الصوصات ، ومن هنا لا يٌفضل إستخدام هذه التسمية الحديثة.
بعد أن إستثنينا الكثير من التسميات التي قد تُسبب الحيرة والخلط في توصيف هذا الطبق يتبقى لدينا إسم "ندي" ، وهو إسم قد يطلقه البعض على طبخة المندي ، لكن الخلط في هذا الإسم قليل جداً ويُستخدم اسم ندي بصورة واسعة في الحجاز عموماً وهو الإسم الألطف والأقرب للدقة لوصف هذا الطبق.
طبق الندي هو طبق حجازي بمكوناته البسيطة ، لكنه مميز بتقنيته كما ذكرنا سابقاً ، ونجد بكل سهولة أطباق مشابهة لهذا الطبق في الكثير من بلدان العالم الإسلامي عادة ، وذلك لأن العادة جرت على الذبح والإحتفال بدخول المناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى ، وجرت العادة على إعداد وجبة رئيسية بإستخدام اللحم الطازج مباشرة سواء بالطبخ أو الشوي ، وبسبب الفقر كانت بعض العائلات يكتفون بوضع اللحم في قدر مع مكونين أو ثلاثة فقط وكانت النتيجة الندي وما شابهه.
هذا الطبق يشتهر في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة على أنه الطبق الرئيسي الأساسي على سفرة إفطار عيد الفطر بعد صلاة العيد ، ويترافق معه عادة أطباق أخرى مشهورة في العيد مثل (الدبيازة ، المنزلة ، المكمور ، الزلابية .... الخ) وأنواع كثيرة من النواشف "التعتيمة" ، حيث تكون سفرة إفطار عيد الفطر عبارة عن خليط بين أصناف وجبة العشاء وأصناف وجبة الإفطار ، ولابد أن يترافق معها خبز الشُريك أو الفتوت أو الخبز الحب الأسمر.
تابعوا تأصيل وتوثيق باقي مواضيع أطباق عيد الفطر بصورة كاملة قريباً على مدونة "استذواق"
أو بصورة سريعة ومختصرة على حساباتي في منصات التواصل الإجتماعي مثل الإنستقرام والتويتر والفيس بوك على حساب:
مع خالص تحياتي ،،،
أحمد مساوى
أطباق الحجاز كثيرة ، ودخلت للحجاز عن طريق عدة مدن خاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة ، وفي كل من هذه المدن دخلت أطباق مختلفة من حضارات متنوعة ، ولتسهيل الأسماء كان الناس يطلقون على بعض الأكلات أسماء مريحة لهم وتناقلوها في مجتمعاتهم الصغيرة.
لا تستغرب إذا تناولت طبق معين وسمعت اسمه ثم تناولت نفس الطبق عند عائلة أخرى وسمعت اسم مختلف! هذا أمر طبيعي في الحجاز بسبب عدم توثيق الأطباق بطريقة سليمة وإختلاف استيعاب الحضارات الأخرى.
الطبق الذي يظهر في الصورة هو طبق يطلق عليه أسماء كثيرة منها (ندي ، معرق ، مقلقل ، سلات ، مرق اللحم .... الخ) لكن ما هو الإسم الأصح؟
أولاً هذا الطبق بسيط في إعداده ومكوناته لكنه يعتمد بشكل رئيسي على كون اللحم طازجاً ويعتمد على تقنية معينة وهي "تندية اللحم" أو "تعريق اللحم" على نار هادئة لكي تخرج عصارة اللحم براحتها ، ومن هنا جاء التشبيه بأن اللحم يتعرض لحرارة بسيطة فيتعرق ، أو يخرج الندى منه (تشبيه أجمل).
وعن نفسي أُفضل تسمي الـ "ندي" لأنها ألطف من كلمة "معرق"
وبكده نستبعد كلمة معرق من هذي الطبخة ونتركها لطبخة أخرى (معرق بالطماطم) لأنها تتناغم أكثر في ذلك الطبق ، بينما يتناغم إسم "ندي" على هذا الطبق.
هناك تسمية أخرى عند بعض العوائل وهي "مقلقل أو سلات" وهذه التسمية بدأت تختلط مع هذا الطبق من الجيل الماضي فقط ، وذلك بسبب تشابه نكهات المقلقل أو السلات مع الندي ، والصحيح عند أهل الصنعة وأهل المقلقل والسلات هو بأن هذين الطبقين عبارة عن قطع لحم صغيرة بدون عظم ، والمقلقل مع خلطة فيها طماطم وبصل ، والسلات تخلو خلطته من الطماطم (وقد تنعكس التسمية لدى بعض العوائل أيضاً).
معنى كلمة سلات تتعلق بإخراج الأحشاء من الشاه أو القطع أو المسح ، والسلات والمقلقل لابد أن يكون اللحم فيه طازج ، وهذا ينطبق على الندي ، ولهذا جاء الخلط في التسمية.
اما التسمية الأخيرة التي نمر عليها فهي بسيطة جداً (مرق اللحم) ، صحيح أن التسمية تصف مرق اللحم ، لكن المتعارف عليه عالمياً أن مرق اللحم هو الـ "Stock - ستوك" وهو ماء ومكونات معينة مثل العظم وكمية بسيطة من اللحم والبهارات والأعشاب والخضار تُطبخ بتقنية معينة لفترة معينة ليصبح لدينا الستوك ، ويُستخدم السائل كأساس للشوربة والكثير من أنواع الصوصات ، ومن هنا لا يٌفضل إستخدام هذه التسمية الحديثة.
بعد أن إستثنينا الكثير من التسميات التي قد تُسبب الحيرة والخلط في توصيف هذا الطبق يتبقى لدينا إسم "ندي" ، وهو إسم قد يطلقه البعض على طبخة المندي ، لكن الخلط في هذا الإسم قليل جداً ويُستخدم اسم ندي بصورة واسعة في الحجاز عموماً وهو الإسم الألطف والأقرب للدقة لوصف هذا الطبق.
طبق الندي هو طبق حجازي بمكوناته البسيطة ، لكنه مميز بتقنيته كما ذكرنا سابقاً ، ونجد بكل سهولة أطباق مشابهة لهذا الطبق في الكثير من بلدان العالم الإسلامي عادة ، وذلك لأن العادة جرت على الذبح والإحتفال بدخول المناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى ، وجرت العادة على إعداد وجبة رئيسية بإستخدام اللحم الطازج مباشرة سواء بالطبخ أو الشوي ، وبسبب الفقر كانت بعض العائلات يكتفون بوضع اللحم في قدر مع مكونين أو ثلاثة فقط وكانت النتيجة الندي وما شابهه.
هذا الطبق يشتهر في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة على أنه الطبق الرئيسي الأساسي على سفرة إفطار عيد الفطر بعد صلاة العيد ، ويترافق معه عادة أطباق أخرى مشهورة في العيد مثل (الدبيازة ، المنزلة ، المكمور ، الزلابية .... الخ) وأنواع كثيرة من النواشف "التعتيمة" ، حيث تكون سفرة إفطار عيد الفطر عبارة عن خليط بين أصناف وجبة العشاء وأصناف وجبة الإفطار ، ولابد أن يترافق معها خبز الشُريك أو الفتوت أو الخبز الحب الأسمر.
تابعوا تأصيل وتوثيق باقي مواضيع أطباق عيد الفطر بصورة كاملة قريباً على مدونة "استذواق"
أو بصورة سريعة ومختصرة على حساباتي في منصات التواصل الإجتماعي مثل الإنستقرام والتويتر والفيس بوك على حساب:
مع خالص تحياتي ،،،
أحمد مساوى
تعليقات
إرسال تعليق