[جدة - أحمد مساوى]
ميدان التحرير وسط البلد ، باب اللوق
تقاطع عبد السلام عارف مع يوسف الجندي
عنوان مزعج ووصلت له بصعوبة وأنا أدور على مطعم قال لي عليه صاحبي وجاري السابق الدكتور/ أحمد فراج ، ولما الدكتور فراج يقول لي على مطعم في مصر ويقول اني لازم أزوره يعني لازم أزوره ، لأن الدكتور فراج كان جاري وكنا عايشين سوا في الكمباوند في خميس مشيط في 2008م إلى 2010م ، ووقتها كان الدكتور صديقي في الطبخ وفنونه ودايماً نجتمع عندي أو عنده ونطلق إبداعاتنا ، وبصراحة هذا الإنسان فنااااااان لأنه ذوقني ألذ محشي مصري أكلته في حياتي ، وألذ تيراميسو أكلته في حياتي برضه ، يعني هذا الإنسان لو ساب الطب وأشتغل شيف في مطعم أنا راح أستثمر فيه بدون أي تردد.
كلمت الدكتور وقلت له أبغا مطاعم مجنونة ماحد يعرفها غير أهل البلد وحاجة تعتبر من الأسرار الخفية ، قال لي بس مالك إلا "فسحة سمية" مطعم نظيف في وسط البلد وتطبخ فيه صاحبة المطعم
قلت في بالي شكله حيكون مطعم هاي هاي وشكلها سمية حتكون شيف واصلة وفنانة وأسعار المطعم حتكون حاجة دمار ، خاصة ان مكان المطعم في منطقة المفروض انها غالية زي وسط البلد
وكمان زاد الطينة بلة انه قال لي انه ماعندهم منيو ثابت ، يعني كل يوم تروح تلاقي أكل مختلف!
قلت ايش المطعم الغريب هذا اللي ماهو مألوف في بلادنا العربية.
المهم أصر عليا صاحبي اني أزوره ، وأخذت منه العنوان مضبوط وركبت تاكسي (عشان صعوبة المواقف وسط البلد) ، والمشكلة ان التاكسي كمان ماهو عارف يوصل للعنوان المذكور وقعدنا نسأل لغاية ما وصلنا عند "جراج البستان" الخاص بسوق أو مول البستان ، نزلنا من التاكسي ودخلنا في الحارة اللي جنب مبنى الجراج ومشطنا الشارع رايحين جايين وإحنا ندور على مطعم فسحة سمية!!
العم جوجل يقولي أدخل في حارة صغيرة جداً تخوف ، ولما أوقف على راس الحارة ما أشوف لوحة ولا حاجة تؤهل انه يكون فيه بقالة ناهيك عن مطعم!!!
لقيت واحد قهوجي طاير وفي يده صينية فيها مشاريب ووقفته وسألته عن مطعم فسحة سمية ، رد عليا: المطعم دا المفروض يركبو لوحة كبيرة عليه ..... خش حضرتك في الحارة دي تلائيه على شمالك.
وكان بيؤشر على الحارة الصغيرة اللي قاعد يصر علينا العم جوجل اننا ندخلها :)
وكانت هذي بداية رحلة الصدمات الجميلة في هذه التجربة
شوفو شكل الحارة الصغيرة المتفرعة من الحارة الكبيرة المتفرعة من شارع جانبي في وسط البلد ^_^
وصلنا الساعة 4:30 عصراً ، والباب مردود والمطعم مظلم ، دفعت الباب وتفاجأت للوهلة الأولى من حجم المكان الصغير جداً ، ورحبت بيا سمية وقالت اني لازم أنتظر لأنهم راح تفتح الباب الساعة خمسة
خرجت جلست جنب الباب وأنتبهت انه فيه اثنين نساء قاعدين ينتظرو المطعم ، وبعدها بخمسة دقائق وصل واحد ووحدة وصار معاهم نفس موقفي وأنطلقت شرارة الحديث معهم وجلسوا جنبنا وتعرفنا على بعض.
هذا المطعم مشهور بأنه ملتقى المثقفين وناشطي وسائل التواصل الإجتماعي في مصر ، والقدر جمعني مع الأستاذة/ أسماء الحسيني (نائبة رئيس تحرير الأهرام ، رئيسة قسم الشؤون العربية) ، والأستاذ/ نبيل نجم ، إعلامي مخضرم عمل في قنوات عربية وعالمية مثل البي بي سي وقناة الإخبارية السعودية وغيرها ، وذكرو لي قصة سمية.
سمية إنسانة تحب الطبخ وكانت تعمل في وظيفة عادية في دار نشر ، وفي أيام الثورة كانت سمية تساهم بأن تطبخ وتقدم الأكل للثوار المتمركزين في ميدان التحرير بصورة يومية ، وبعد أن إنتهت الثورة خرجت بحصيلة ضخمة من الأصدقاء والمعارف الذين نصحوها بإقامة مطعم صغير تقدم فيه طبخها المنزلي بنفس الطريقة بدون تكلف ، وقامت بتنفيذ الفكرة معتمدة على الله ثم على قاعدة العملاء التي كونتهم ولم يهمها المكان كثيراً لأن زبائنها هم زبائن الفيس بوك الذي جمعهم في ثورة وفي مطعم واحد.
(القصة التي ذكرتها سمية مختلفة قليلاً وتجدونها في مقابلتها والتي أدرجتها في آخر هذا المقال)
من أهم التعليمات التي أفادوني بها الأساتذة أسماء ونبيل هي عدم الطلب أكثر مما أستطيع أكله ، لأن سمية تتعامل مع الجميع كأنهم أولادها في البيت ، يعني لازم تطلب قد بطنك ، ولازم تخلص طبقك ، ويا ويلك لو ما خلصت طبقك ، سمية حتطلع لك من المطبخ ووقتها أستلم ايش اللي حيجيك منها 0_0
كان فيه سبورة صغيرة جنب الباب مكتوب عليها أصناف اليوم ، وشرحو لي انها تطرح أصناف اليوم على الفيس بوك عشان تشوفها قبل ما تيجي ، بعدها دخلنا لمطعم كله على بعضه ثلاث طاولات تشيل حوالي عشرة أشخاص وفي الصدر فتحة شباك صغيرة مطلة على المطبخ الصغير جداً اللي قاعدة تطبخ فيه سمية.
قعدنا وجاتنا المضيفة ذكرت لنا أصناف اليوم وطلبنا من كل حاجة عشان نقدر نجرب ، ووقتها قلت الحمدلله اننا تعرفنا على ناس على طول عشان نقدر ننوع في الأطباق ونتشارك ونجرب أكبر قدر ممكن ^_^
نزلت لنا الطلبات التالية:
1- رز بالفراخ المحمرة
التقييم: 10/8
الوصف: دجاج محمر ومضبوط وطازج خارج من الفرن في وقتها ، والرز الأبيض فيه نكهات التسبيكة المصرية حقت الرز المصري اللي تخليك تأكل الرز الأبيض حاف وتحس بمتعة لذيذة ، وهذي الصنفين مكملين بقوة للملوخية اللي طلبناها.
2- ملوخية
التقييم: 10/7
الوصف: ملوخية الملوكية سادة طلبناها للذواقة والتجربة ، كانت ممتعة لكن كمية الطشة اللي عليها قليلة حبتين وما حسيت بتتبيلة الطشة بوضوح ، وقوامها كان خفيف شوية.
3- كباب حلة
التقييم: 10/8
الوصف: لما نسمع كلمة "كباب" في مصر لازم نعرف ان المقصود هو قطع اللحم المكعبات وما شابهها في الشكل ، اما الشكل المفروم الذي نسميه نحن "كباب" يكون اسمه عندهم "كفتة" ، المهم طلبنا كباب حلة وكانت نكهة اللحم خالية من الزفارة بذكاء في إستخدام البهارات ، نكهة الشوربة نفسها ممتعة ، لكن تحس انها ممكن تكون أحسن من كده شوية ، ومشكلة هذا الطبق عادة انه انت وحظك في نوع قطعة اللحم اللي تيجي معاك ، ممكن تيجي طرية جداً ، وممكن تكون قاسية جداً.:
4- لوبيا
التقييم: 10/9.5
الوصف: أهم حاجة لاحظتو التقييم كم ^_^ ، اللي يعرف مواضيعي راح يعرف ان هذا ممكن يكون ثالث أو رابع طبق خلال سنوات أعطيه تقييم بالرقم هذا ، وآليتي عادة ان هذا الرقم لا يحصل عليه أي طبق إلا إذا كنت شايف انه مافي أي مجال إضافي لتطويره أكثر مما هو عليه ، ومن الآخر وحسب أسلوب المطعم وستايله المنزلي وإعتماده على النكهات والجودة ، حتى التقديم في بولة (زبدية) صغيرة حافظ على الحرارة لفترة أطول ، وهذا الطبق مافي مجال أبداً إنه يكون أفضل مما هو عليه بالصلاة على النبي ، النكهات فيها تسبيكة عميقة ، البهارات موزونة زي الساعة ، ما تحس أبداً انه فيها ملح زيادة ولا طماطم قليلة ولا خفيفة بزيادة ولا أي غلطة ماشاء الله تبارك الله ، النص علامة الباقية عشان جا في بالي لو حطت حاجة فريش زي ورقة بقدونس مثلاً على الوجه ممكن تعطي إحساس بالإنتعاش في الطبق ، هذا الطبق اللي راح أتتبعه وأزور عشانه فسحة سمية مخصوص.
5- بتشينجان (باذنجان مخلل)
التقييم: 10/9
الوصف: يا جماعة الباذنجان المخلل هذا يتاكل حاااف ، وعن نفسي طحت فيه مع الرز وماني قادر أوقف ، نكهاته موزونة والخل والثوم ماهو طاغي على الطعم زي ما يصير مع كثير من الناس ، الباذنجان الصغير نفسه مافيه مرارة أبداً ، على الرغم من أن هذا النوع الصغير يشتهر أن مرارته أكثر من الباذنجان الكبير.
6- بطاطس بالفرن
التقييم: 10/9
الوصف: أحس ان المصريين أكثر العرب إحتراماً للبطاطس من خلال إستخداماتها اللي تبرز البطاطس بوضوح ، جودة البطاطس المستخدمة عالية جداً وطازجة ، كمية البهارات والأعشاب المستخدمة قليلة جداً لا تكاد تُذكر عشان لا تغطي على البطاطس لكن تعطي إنطباع جميل وممتع للطبق ، طبق بسيط وغير متكلف ومباشر جداً ويمثل المقولة الشهيرة (Less is more) حرفياً.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
قبل ما نحاسب خرجت سمية تاخذ طلبات طاولة قدامنا ، وكانو عليها مجموعة بنات وسمعتها تقولهم: لأ ، كده كتيير ومش حتقدرو تخلصوه ، ومشيت من قدامهم ووحدة تقولها: طيب بصي ، اتنين ملوخية زيادة ، قامت أعطتهم نظرة فيها تهديد بالقتل ودارت وجهها وطنشتهم ودخلت المطبخ ^_^ (أموت في أسوة ألبك يا متوحش).
وفي الأخير خلصت وغسلت يدي في دورة مياه أضطريت أوطي راسي كثير عشان أدخل من بابها وبعدها توجهت لسمية وقلت لها: ممكن أخذ من وقتك دقائق أسألك عن شوية حاجات ونتصور سوا ، قامت ردت: هو إنت عشان أكلت وانبسطت بلاش اخواتك ياكلو^=^ شفت انها ممكن تناولني بالطبق في جبهتي وهي مشغولة قلت خليني أسيبها وأجييها في وقت تاني.
والكرم المتوقع من أهلنا وناسنا في مصر جيت أحاسب ولقيت حبايبنا أسماء ونبيل أستضافونا وحاسبو خلاص الله يعطيهم العافية ، وعشان كده ما عرفت أسعار الأطباق المطلوبة.
لكن على مين ، جيت في زيارة ثانية أنا ومراتي بعد ما شفنا ايش الأطباق اليومية على الفيس بوك اللي فيه عدد 53,000 لايك حتى لحظة كتابة هذه السطور بالصلاة على النبي ، والحلو في الموضوع أسلوبها في كتابة الأطباق مثلاً
أهم حاجة الحلو البتشينجان المخلل ^_^
(تريقة طبعاً بس هما مسمينه حلو بس هو مخلل روعة)
جلسنا وطلبنا وجربنا الأطباق التالية:
1- رز
التقييم: 10/8
الوصف: رز مصري عليه شوية بازلاء ونكهات عميقة من إبداعات الفنانة سمية.
2- دجاج بالديمي جلاس
التقييم: 10/7
الوصف: صوص الديمي جلاس معمول بطريقة ممتعة وغني بالنكهات ، الدجاج نفسه كان فيه قساوة بسيطة لكن مقبولة ، عموماً الطبق ممتع وأعتقد راح أجربه في زيارة ثانية.
3- كوسة بالباشاميل
التقييم: 10/4
الوصف: هذا الطبق ممكن يكون الطبق الوحيد اللي ما راح أطلبه في زياراتي القادمة اذا ما تغيرت طريقته ، الكوسة كانت واضحة أكثر من اللازم في الطبق ، والباشاميل خفيف (بالطريقة الأوروبية) وتحس انه ما يصلح مع طبق مصري متعودين عليه ، لكن هذا الطبق لا ينقص من إبداع سمية في كل الأطباق ، وأعتبره كبوة جواد.
4- شركسية
التقييم: 10/9
الوصف: هذا الطبق برضه ابدااااااااااااع من إبداعات سمية ، هذي الإنسانة ذات الذوق العالي طورت نكهات الشركسية ونقلتها لمستوى صعب جداً في المنافسة على ستات البيوت وحتى على شيفات المطاعم ، قوام طري عبارة عن دجاج شبه مهروس مع جوز وأعتقد انها حطت كاجو أو فول سوداني حسبما ذكرت ، القوام طري (مشابه لقوام الجريش أو السليق) وهذا الطبق تأكله حاف وتستمع بوجبة غنية فعلاً.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
هذي المرة كنا لوحدنا أنا و زوجتي وطلبنا قليل بس برضه بقينا شوية أكل في الصحن 0_0 ، وجات المضيفة وقالت: لأ كده مينفعش ، لازم تخلصوه وبلاش سمية تشوفه لا تزعل.
قلت خليني أجرب وأشوف كيف يصير الموقف ، وفي نفس اللحظة خرجت سمية من المطبخ وهي تتكلم بصوت عالي (كله بمزح وضحك طبعاً) وتكلم أم وبنتها وحفيدتها جالسين على الطاولة اللي قدامنا وانه لازم تخلصو الرز والبنت تحط الموضوع في راس الحفيدة الصغيرة وسمية تقولها: انتي مش عارفة مقاس بطن بنتك ^_^ ، وأنا دورني أتسدح من الضحك والإستمتاع في مخي ، وخلصت معاها وألتفت علينا أنا و زوجتي ، قمت قلت لها:
- ترا هذا طلب زوجتي وأنا مليش دعوة
ردت عليا:
- احنا منتكلمش مع ستات ، احنا بنحاسب الرجالة بس
وهنا تفجرت جبهتي بنجاح ^_^
ضحكنا شوية وضغنا على نفسنا فعلاً وخلصنا الأكل بعد ما شرحت مفهومها انه حرام الأكل يترمي ولسه فيه ناس برة حابين يطلبو ويجربو ، يعني خذ الأكل اللي على قدك ولا تطلب أكثر وسيب فرصة لأخوانك وأخواتك ياكلو ويجربوا.
ومن الجدير بالذكر انه ما عندها طلبات خارجية في المحل أبداً ، لازم تشرف حضرتك بدري ، واذا تأخرت شوية تسجل اسمك في دفتر الإنتظار ، وفي الأخير يا تلحق يا ما تلحق انت ونصيبك.
فسحة معناها الساحة الواسعة ، والإسم ساخر لكنه واقعي بمعناه المعنوي بأن الفسحة في القلوب بنفس مفهوم (لقمة هنية تكفي مية)
المطعم الصغنن يفتح أبوابه الساعة 5 عصراً ولمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط (حتى نفاذ الكمية اليومية)
والمشاريب من راجل كبارة مكانه قدام المطعم ويسترزق بالتعاون مع سمية انه يجيب مشاريب وحاجات بسيطة لزباين المطعم ويحاسبهم ، سبحان الرزاق.
تجربتي في فسحة سمية كانت تجربة سامية بالروح والمكان والناس ، وكمان جودة الأكل ، وأقدر أقول انه هذا المطعم المنزلي أفضل مطعم فيكي يا مصر يقدم الأطباق المصرية بنكهات البيوت بإقتدار ، ليش ..... لأنه ماهو مطعم أساساً ، لأنه بيت وحدة انسانة فنااااااااانة وعندها نفس مبدع في الطبخ أستضافنتنا في فسحتها واسمها سمية.
نوعيات الأكل خلتني أستغرب لثقافتها اللي تدل على انها انسانة فاااااهمة في النكهات والأطباق ، وبعدين عرفت انها عاشت حوالي عشر سنوات في إيطاليا ، وهذا فسر لي فهمها الصح للأعشاب بالذات.
ميدان التحرير وسط البلد ، باب اللوق
تقاطع عبد السلام عارف مع يوسف الجندي
عنوان مزعج ووصلت له بصعوبة وأنا أدور على مطعم قال لي عليه صاحبي وجاري السابق الدكتور/ أحمد فراج ، ولما الدكتور فراج يقول لي على مطعم في مصر ويقول اني لازم أزوره يعني لازم أزوره ، لأن الدكتور فراج كان جاري وكنا عايشين سوا في الكمباوند في خميس مشيط في 2008م إلى 2010م ، ووقتها كان الدكتور صديقي في الطبخ وفنونه ودايماً نجتمع عندي أو عنده ونطلق إبداعاتنا ، وبصراحة هذا الإنسان فنااااااان لأنه ذوقني ألذ محشي مصري أكلته في حياتي ، وألذ تيراميسو أكلته في حياتي برضه ، يعني هذا الإنسان لو ساب الطب وأشتغل شيف في مطعم أنا راح أستثمر فيه بدون أي تردد.
كلمت الدكتور وقلت له أبغا مطاعم مجنونة ماحد يعرفها غير أهل البلد وحاجة تعتبر من الأسرار الخفية ، قال لي بس مالك إلا "فسحة سمية" مطعم نظيف في وسط البلد وتطبخ فيه صاحبة المطعم
قلت في بالي شكله حيكون مطعم هاي هاي وشكلها سمية حتكون شيف واصلة وفنانة وأسعار المطعم حتكون حاجة دمار ، خاصة ان مكان المطعم في منطقة المفروض انها غالية زي وسط البلد
وكمان زاد الطينة بلة انه قال لي انه ماعندهم منيو ثابت ، يعني كل يوم تروح تلاقي أكل مختلف!
قلت ايش المطعم الغريب هذا اللي ماهو مألوف في بلادنا العربية.
المهم أصر عليا صاحبي اني أزوره ، وأخذت منه العنوان مضبوط وركبت تاكسي (عشان صعوبة المواقف وسط البلد) ، والمشكلة ان التاكسي كمان ماهو عارف يوصل للعنوان المذكور وقعدنا نسأل لغاية ما وصلنا عند "جراج البستان" الخاص بسوق أو مول البستان ، نزلنا من التاكسي ودخلنا في الحارة اللي جنب مبنى الجراج ومشطنا الشارع رايحين جايين وإحنا ندور على مطعم فسحة سمية!!
العم جوجل يقولي أدخل في حارة صغيرة جداً تخوف ، ولما أوقف على راس الحارة ما أشوف لوحة ولا حاجة تؤهل انه يكون فيه بقالة ناهيك عن مطعم!!!
لقيت واحد قهوجي طاير وفي يده صينية فيها مشاريب ووقفته وسألته عن مطعم فسحة سمية ، رد عليا: المطعم دا المفروض يركبو لوحة كبيرة عليه ..... خش حضرتك في الحارة دي تلائيه على شمالك.
وكان بيؤشر على الحارة الصغيرة اللي قاعد يصر علينا العم جوجل اننا ندخلها :)
وكانت هذي بداية رحلة الصدمات الجميلة في هذه التجربة
شوفو شكل الحارة الصغيرة المتفرعة من الحارة الكبيرة المتفرعة من شارع جانبي في وسط البلد ^_^
وصلنا الساعة 4:30 عصراً ، والباب مردود والمطعم مظلم ، دفعت الباب وتفاجأت للوهلة الأولى من حجم المكان الصغير جداً ، ورحبت بيا سمية وقالت اني لازم أنتظر لأنهم راح تفتح الباب الساعة خمسة
خرجت جلست جنب الباب وأنتبهت انه فيه اثنين نساء قاعدين ينتظرو المطعم ، وبعدها بخمسة دقائق وصل واحد ووحدة وصار معاهم نفس موقفي وأنطلقت شرارة الحديث معهم وجلسوا جنبنا وتعرفنا على بعض.
هذا المطعم مشهور بأنه ملتقى المثقفين وناشطي وسائل التواصل الإجتماعي في مصر ، والقدر جمعني مع الأستاذة/ أسماء الحسيني (نائبة رئيس تحرير الأهرام ، رئيسة قسم الشؤون العربية) ، والأستاذ/ نبيل نجم ، إعلامي مخضرم عمل في قنوات عربية وعالمية مثل البي بي سي وقناة الإخبارية السعودية وغيرها ، وذكرو لي قصة سمية.
سمية إنسانة تحب الطبخ وكانت تعمل في وظيفة عادية في دار نشر ، وفي أيام الثورة كانت سمية تساهم بأن تطبخ وتقدم الأكل للثوار المتمركزين في ميدان التحرير بصورة يومية ، وبعد أن إنتهت الثورة خرجت بحصيلة ضخمة من الأصدقاء والمعارف الذين نصحوها بإقامة مطعم صغير تقدم فيه طبخها المنزلي بنفس الطريقة بدون تكلف ، وقامت بتنفيذ الفكرة معتمدة على الله ثم على قاعدة العملاء التي كونتهم ولم يهمها المكان كثيراً لأن زبائنها هم زبائن الفيس بوك الذي جمعهم في ثورة وفي مطعم واحد.
(القصة التي ذكرتها سمية مختلفة قليلاً وتجدونها في مقابلتها والتي أدرجتها في آخر هذا المقال)
من أهم التعليمات التي أفادوني بها الأساتذة أسماء ونبيل هي عدم الطلب أكثر مما أستطيع أكله ، لأن سمية تتعامل مع الجميع كأنهم أولادها في البيت ، يعني لازم تطلب قد بطنك ، ولازم تخلص طبقك ، ويا ويلك لو ما خلصت طبقك ، سمية حتطلع لك من المطبخ ووقتها أستلم ايش اللي حيجيك منها 0_0
كان فيه سبورة صغيرة جنب الباب مكتوب عليها أصناف اليوم ، وشرحو لي انها تطرح أصناف اليوم على الفيس بوك عشان تشوفها قبل ما تيجي ، بعدها دخلنا لمطعم كله على بعضه ثلاث طاولات تشيل حوالي عشرة أشخاص وفي الصدر فتحة شباك صغيرة مطلة على المطبخ الصغير جداً اللي قاعدة تطبخ فيه سمية.
إضافة تسمية توضيحية |
قعدنا وجاتنا المضيفة ذكرت لنا أصناف اليوم وطلبنا من كل حاجة عشان نقدر نجرب ، ووقتها قلت الحمدلله اننا تعرفنا على ناس على طول عشان نقدر ننوع في الأطباق ونتشارك ونجرب أكبر قدر ممكن ^_^
نزلت لنا الطلبات التالية:
1- رز بالفراخ المحمرة
التقييم: 10/8
الوصف: دجاج محمر ومضبوط وطازج خارج من الفرن في وقتها ، والرز الأبيض فيه نكهات التسبيكة المصرية حقت الرز المصري اللي تخليك تأكل الرز الأبيض حاف وتحس بمتعة لذيذة ، وهذي الصنفين مكملين بقوة للملوخية اللي طلبناها.
2- ملوخية
التقييم: 10/7
الوصف: ملوخية الملوكية سادة طلبناها للذواقة والتجربة ، كانت ممتعة لكن كمية الطشة اللي عليها قليلة حبتين وما حسيت بتتبيلة الطشة بوضوح ، وقوامها كان خفيف شوية.
3- كباب حلة
التقييم: 10/8
الوصف: لما نسمع كلمة "كباب" في مصر لازم نعرف ان المقصود هو قطع اللحم المكعبات وما شابهها في الشكل ، اما الشكل المفروم الذي نسميه نحن "كباب" يكون اسمه عندهم "كفتة" ، المهم طلبنا كباب حلة وكانت نكهة اللحم خالية من الزفارة بذكاء في إستخدام البهارات ، نكهة الشوربة نفسها ممتعة ، لكن تحس انها ممكن تكون أحسن من كده شوية ، ومشكلة هذا الطبق عادة انه انت وحظك في نوع قطعة اللحم اللي تيجي معاك ، ممكن تيجي طرية جداً ، وممكن تكون قاسية جداً.:
4- لوبيا
التقييم: 10/9.5
الوصف: أهم حاجة لاحظتو التقييم كم ^_^ ، اللي يعرف مواضيعي راح يعرف ان هذا ممكن يكون ثالث أو رابع طبق خلال سنوات أعطيه تقييم بالرقم هذا ، وآليتي عادة ان هذا الرقم لا يحصل عليه أي طبق إلا إذا كنت شايف انه مافي أي مجال إضافي لتطويره أكثر مما هو عليه ، ومن الآخر وحسب أسلوب المطعم وستايله المنزلي وإعتماده على النكهات والجودة ، حتى التقديم في بولة (زبدية) صغيرة حافظ على الحرارة لفترة أطول ، وهذا الطبق مافي مجال أبداً إنه يكون أفضل مما هو عليه بالصلاة على النبي ، النكهات فيها تسبيكة عميقة ، البهارات موزونة زي الساعة ، ما تحس أبداً انه فيها ملح زيادة ولا طماطم قليلة ولا خفيفة بزيادة ولا أي غلطة ماشاء الله تبارك الله ، النص علامة الباقية عشان جا في بالي لو حطت حاجة فريش زي ورقة بقدونس مثلاً على الوجه ممكن تعطي إحساس بالإنتعاش في الطبق ، هذا الطبق اللي راح أتتبعه وأزور عشانه فسحة سمية مخصوص.
5- بتشينجان (باذنجان مخلل)
التقييم: 10/9
الوصف: يا جماعة الباذنجان المخلل هذا يتاكل حاااف ، وعن نفسي طحت فيه مع الرز وماني قادر أوقف ، نكهاته موزونة والخل والثوم ماهو طاغي على الطعم زي ما يصير مع كثير من الناس ، الباذنجان الصغير نفسه مافيه مرارة أبداً ، على الرغم من أن هذا النوع الصغير يشتهر أن مرارته أكثر من الباذنجان الكبير.
6- بطاطس بالفرن
التقييم: 10/9
الوصف: أحس ان المصريين أكثر العرب إحتراماً للبطاطس من خلال إستخداماتها اللي تبرز البطاطس بوضوح ، جودة البطاطس المستخدمة عالية جداً وطازجة ، كمية البهارات والأعشاب المستخدمة قليلة جداً لا تكاد تُذكر عشان لا تغطي على البطاطس لكن تعطي إنطباع جميل وممتع للطبق ، طبق بسيط وغير متكلف ومباشر جداً ويمثل المقولة الشهيرة (Less is more) حرفياً.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
قبل ما نحاسب خرجت سمية تاخذ طلبات طاولة قدامنا ، وكانو عليها مجموعة بنات وسمعتها تقولهم: لأ ، كده كتيير ومش حتقدرو تخلصوه ، ومشيت من قدامهم ووحدة تقولها: طيب بصي ، اتنين ملوخية زيادة ، قامت أعطتهم نظرة فيها تهديد بالقتل ودارت وجهها وطنشتهم ودخلت المطبخ ^_^ (أموت في أسوة ألبك يا متوحش).
والكرم المتوقع من أهلنا وناسنا في مصر جيت أحاسب ولقيت حبايبنا أسماء ونبيل أستضافونا وحاسبو خلاص الله يعطيهم العافية ، وعشان كده ما عرفت أسعار الأطباق المطلوبة.
لكن على مين ، جيت في زيارة ثانية أنا ومراتي بعد ما شفنا ايش الأطباق اليومية على الفيس بوك اللي فيه عدد 53,000 لايك حتى لحظة كتابة هذه السطور بالصلاة على النبي ، والحلو في الموضوع أسلوبها في كتابة الأطباق مثلاً
أهم حاجة الحلو البتشينجان المخلل ^_^
(تريقة طبعاً بس هما مسمينه حلو بس هو مخلل روعة)
جلسنا وطلبنا وجربنا الأطباق التالية:
1- رز
التقييم: 10/8
الوصف: رز مصري عليه شوية بازلاء ونكهات عميقة من إبداعات الفنانة سمية.
2- دجاج بالديمي جلاس
التقييم: 10/7
الوصف: صوص الديمي جلاس معمول بطريقة ممتعة وغني بالنكهات ، الدجاج نفسه كان فيه قساوة بسيطة لكن مقبولة ، عموماً الطبق ممتع وأعتقد راح أجربه في زيارة ثانية.
التقييم: 10/4
الوصف: هذا الطبق ممكن يكون الطبق الوحيد اللي ما راح أطلبه في زياراتي القادمة اذا ما تغيرت طريقته ، الكوسة كانت واضحة أكثر من اللازم في الطبق ، والباشاميل خفيف (بالطريقة الأوروبية) وتحس انه ما يصلح مع طبق مصري متعودين عليه ، لكن هذا الطبق لا ينقص من إبداع سمية في كل الأطباق ، وأعتبره كبوة جواد.
التقييم: 10/9
الوصف: هذا الطبق برضه ابدااااااااااااع من إبداعات سمية ، هذي الإنسانة ذات الذوق العالي طورت نكهات الشركسية ونقلتها لمستوى صعب جداً في المنافسة على ستات البيوت وحتى على شيفات المطاعم ، قوام طري عبارة عن دجاج شبه مهروس مع جوز وأعتقد انها حطت كاجو أو فول سوداني حسبما ذكرت ، القوام طري (مشابه لقوام الجريش أو السليق) وهذا الطبق تأكله حاف وتستمع بوجبة غنية فعلاً.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
هذي المرة كنا لوحدنا أنا و زوجتي وطلبنا قليل بس برضه بقينا شوية أكل في الصحن 0_0 ، وجات المضيفة وقالت: لأ كده مينفعش ، لازم تخلصوه وبلاش سمية تشوفه لا تزعل.
قلت خليني أجرب وأشوف كيف يصير الموقف ، وفي نفس اللحظة خرجت سمية من المطبخ وهي تتكلم بصوت عالي (كله بمزح وضحك طبعاً) وتكلم أم وبنتها وحفيدتها جالسين على الطاولة اللي قدامنا وانه لازم تخلصو الرز والبنت تحط الموضوع في راس الحفيدة الصغيرة وسمية تقولها: انتي مش عارفة مقاس بطن بنتك ^_^ ، وأنا دورني أتسدح من الضحك والإستمتاع في مخي ، وخلصت معاها وألتفت علينا أنا و زوجتي ، قمت قلت لها:
- ترا هذا طلب زوجتي وأنا مليش دعوة
ردت عليا:
- احنا منتكلمش مع ستات ، احنا بنحاسب الرجالة بس
وهنا تفجرت جبهتي بنجاح ^_^
ضحكنا شوية وضغنا على نفسنا فعلاً وخلصنا الأكل بعد ما شرحت مفهومها انه حرام الأكل يترمي ولسه فيه ناس برة حابين يطلبو ويجربو ، يعني خذ الأكل اللي على قدك ولا تطلب أكثر وسيب فرصة لأخوانك وأخواتك ياكلو ويجربوا.
ومن الجدير بالذكر انه ما عندها طلبات خارجية في المحل أبداً ، لازم تشرف حضرتك بدري ، واذا تأخرت شوية تسجل اسمك في دفتر الإنتظار ، وفي الأخير يا تلحق يا ما تلحق انت ونصيبك.
فسحة معناها الساحة الواسعة ، والإسم ساخر لكنه واقعي بمعناه المعنوي بأن الفسحة في القلوب بنفس مفهوم (لقمة هنية تكفي مية)
المطعم الصغنن يفتح أبوابه الساعة 5 عصراً ولمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط (حتى نفاذ الكمية اليومية)
والمشاريب من راجل كبارة مكانه قدام المطعم ويسترزق بالتعاون مع سمية انه يجيب مشاريب وحاجات بسيطة لزباين المطعم ويحاسبهم ، سبحان الرزاق.
تجربتي في فسحة سمية كانت تجربة سامية بالروح والمكان والناس ، وكمان جودة الأكل ، وأقدر أقول انه هذا المطعم المنزلي أفضل مطعم فيكي يا مصر يقدم الأطباق المصرية بنكهات البيوت بإقتدار ، ليش ..... لأنه ماهو مطعم أساساً ، لأنه بيت وحدة انسانة فنااااااااانة وعندها نفس مبدع في الطبخ أستضافنتنا في فسحتها واسمها سمية.
تقرير سكاي نيوز العربية عن مطعم فسحة سمية
نوعيات الأكل خلتني أستغرب لثقافتها اللي تدل على انها انسانة فاااااهمة في النكهات والأطباق ، وبعدين عرفت انها عاشت حوالي عشر سنوات في إيطاليا ، وهذا فسر لي فهمها الصح للأعشاب بالذات.
إيجابيات:
1- الجو العام
2- الخدمة
3- الجودة
3- الجودة
4- الأصالة
5- الأسعار
5- الأسعار
سلبيات:
1- يمكن يكون الموقع هو العيب الوحيد ، لكنه ميزة في نفس الوقت
متوسط تكلفة الفرد: 30 إلى 50 جنيه
التقييم العام: 10/9
لقاء سمية الأسيوطي (ام مروان) في برنامج صاحبة السعادة في قناة CBC المصرية
مع خالص تحياتي وتقديري ،،،،
أحمد مساوى
كاتب وناقد طعام
عضو رابطة صحفيي الطعام الأمريكية
حكم دولي معتمد من اتحاد جمعيات الطهاة العالمية
حساب انستقرام
تعليقات
إرسال تعليق