1.خَيْرُ أرْضِ اللَّهِ وأحَبُّ البلاَدِ إلىَ الله تَعَالى
ُقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أرْضِ اللَّهِ، وَأحَبُّ أرْضِ اللَّهِ إلَيَّ، وَاللَّهِ لولا أَنِّي أخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ" 0 ( صححه الألباني )
** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أسْوَاقُهَا " 0 ( رواه مسلم )
2.بُشرى مِنَ الله تَعَالَى
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ ( 85 ـ القصص )
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ﴿ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ قَالَ: إِلَى مَكَّةَ0 ( رواه البخاري )
وقال مُقَاتِل : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مُهاجرا إلى المدينة في غير طَرِيقٍ مَخَافَةَ الطلب، فلما رجع إلى الطريق ونزل الْجُحْفَةِ عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها، فقال له جبريل إن الله يقول : ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ أي إلى مكة ظاهرا عليها 0
3.حَقٌ عَلَىَ المَزُورِ أنْ يُكْرِمَ اَلْزَائِر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوضَأ فِيِ بَيْتِهِ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ ، ثُمَّ آتَى المَسْجِدَ فَهُوَ زَائِرُ الله ، وحَقٌ عَلَى المَزُورِ أنْ يُكْرِمَ الزَّائِر " ( صححه الالباني )
قال العلماء : المساجد بيوت الله تعالى في الأرض ، وأجَلُّ المساجد وأشرف البيوت هو : المسجد الحرام ، وحِكْمَةُ الحَجِّ كامنة في أنه سَفَرٌ إلى المسجد الحرام ، سَفَرٌ إلى بيت الله الحرام ، وحَقٌ على الله تعالى أكرم الأكرمين أن يُكرم زائريه 0
4.فَضْلُ مَسْجِدُ اَلْكَعَبَةِ لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إلى ثَلاَثَةِ مَسَاجِد
عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِي هَذَا ، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى " 0 ( رواه مسلم )
" لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ " : المقصود فيه النَّهي عن السَّفر إلا إلى المساجد الثلاثة المذكورة، لِمَا خَصَّها به سبحانه وتعالى من فضائل ليس لأي مسجد آخر 0 ففي الحديث بيان عظيم فضيلة هذه المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها لكونِها مساجد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، ولمضاعفة الأجر والثواب بالصلاة فيها 0
5.أوَّلَ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأرْضِ
عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأرْضِ أوَّلَ ؟ قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ " قَالَ : قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : "الْمَسْجِدُ الأقْصَى " قُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : " أرْبَعُونَ سَنَةً ، ثُمَّ أيْنَمَا أدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ " 0 ( رواه البخاري )
" الْمَسْجِدُ الأقْصَى " يعني : مسجد بيت المقدس ، وقيل له الأقصى لبعد المسافة بينه وبين الكعبة0
ومعنى " فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ " أي : إنَّ الأجْرَ والثَّواب في أداء ألصَّلاة إذا حَضَرَ وقتها0
6.قِبْلَةُ اَلْمُسْلِمِينَ
قال سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ ( 144 ـ البقرة )
قال العلماء: ﴿ فَوَلِّ ﴾ صيغة أمْر ﴿ شَطْر ﴾ أيْ: نَاحِيَة ﴿ الْمَسْجِد الْحَرَام ﴾ أي: الْكَعْبَة، وعن قَتَادَة قال: كان نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي نحو بَيْت المَقْدِس، يَهْوَى وَيَشْتَهِي الْقِبْلَة نَحْو الْبَيْت الْحَرَام، فَوَجَّهَهُ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ لِقِبْلَةِ كَانَ يَهْوَاهَا وَيَشْتَهِيهَا0 وقيل كان يَهْوَى صلى الله عليه وسلم القِبْلَةَ نحو الكعبة المشرفة ِمن أجْلِ أنَّها كانت قِبْلَة أبيهِ إبراهِيم عليهِ السَّلام 0
7.قِبْلَةُ اَلْمُسْلِمِينَ الأحْيَاءِ والأمْوَاتِ
( قال صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا ) (صححه الألباني )
" قبلتكم أحياء وأمواتا " : فيه أن الميت يوضع في قبره على شقه الأيمن مُسْتَقْبِلَ القبلة، كما أنه في حال حياته يَسْتَقْبِلَ القبلة عندما يريد أن يصلي، فاستقبال القبلة عَلاَمَةُ الإيمان وشِعَارُ الإسلام في الحياة وفي الممات 0
8.فَضْلُ اَلْصَّلاَةِ فِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَام مِائَةِ ألْفِ صَلاةٍ
عن جابِرٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي أفْضَلُ مِنْ ألْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أفْضَلُ مِنْ مِائَةِ ألْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ"0 (صححه الألباني)
9.ألْفِ × مِائَةِ = مِائَةِ ألْفِ
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أفْضَلُ مِنْ ألْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِد إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَام أفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلاةٍ فِي هَذَا "0 (صححه الألباني)
10.تَعْظِيمُ بَيْتِ الله اَلْحَرَام لاَ تَزالُ بِخَيْرٍ ما عَظّمْتَ اَلْكَعْبَةَ اَلْمُشَرَّفَةِ
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ هذه الأمُّة لاَ تَزَالُ بِخَيْرٍ ما عَظَّمُوا هذه الحُرْمَة - يعني الكعبة - حَقَّ تعظيمها ، فإذا ضيعوا ذلك هَلَكُوا 0(صححه الألباني)
قال العلماء : من تعظيمها أن لا يُعصى الله تعالى عندها 0
11.اِنْتَبِهْ لِحُرْمَةِ اَلْبِيْتِ اَلْحَرَام
عن ابن عباس رضي الله عنهما قـال : لَوْ وَجَـدْتُ قَاتِـلَ أبِي في الحَـرَمِ مَاَ عَرَضُتُ لَهُ 0
ما عَرَضُتُ له أي : ما قاتلته أو اقتصصت منه ، فابن عباس رضي الله عنهما يريد أن يُعَلِّمُكَ أيها المسلم مدى قُدْسِية وحُرمة البيت الحرام ، فما بالك أيها الحاجّ أو المعتمر بالذي لم يقتل أباك إنَّما زاحمك وضايقك بعض الشيء فهل ترد له الإساءة بالإساءة أم تصبر وتحتسب حُرْمَةً لمكة المكرمة وتعظيما لشعائر الله تعالى 0
12.اَلْحِجْرُ مِنَ اَلْبَيْتِ
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كُنْتُ أحِبُّ أنْ أدْخُلَ الْبَيْتَ فَأصَلِّيَ فِيهِ ، فَأخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَأدْخَلَنِي الْحِجْرَ فَقَالَ : " صَلِّي فِي الْحِجْرِ إنْ أرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنْ الْبَيْتِ ، وَلَكِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوهُ حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ فَأخْرَجُوهُ مِنْ الْبَيْتِ "صححه الألباني)
ِ" اسْتَقْصَرُوهُ " أي : قَصَّرُوا عَنْ تَمَامِ بِنَاءِه لِقِلْةِ النَّفَقَةُ 0
13. لِلْكَعْبَةِ حُرْمَةٌ وَاحِدَةٌ وَللْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ حُرُماَتٍ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لمَاَ نَظَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قال : " مَرْحَباً بِكَ مِنْ بَيْتٍ ، ما أعْظَمَكَ ، وأعْظَمَ حُرْمَتَكَ ، ولَلْمُؤْمِنُ أعْظَمُ حُرْمَةً عند الله مِنْكِ ، إنَّ الله حَرَّمَ مِنْكِ وَاحِدَةً ، وحَرَّمَ مِنَ المؤمِنِ ثَلاَثاً : دَمُهُ ، ومَالهُ ، وأن يُظَنَّ به ظَنَّ السَّوء " 0(صححه الألباني)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : " ما أطْيَبَكَ وأطْيَبَ رِيحَكِ ، ما أعْظَمَكِ وأعْظَمَ حُرْمَتكِ ، والذي نَفْسُ مُحَمْدٍ بيده لَحُرْمَـةُ المؤمن أعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ ، مَالُهُ ، ودَمُهُ ، وأنْ نَظُنَّ به إلا خَيْراً (صححه الألباني)
قال العلماء : حُرْمةَ الكعبة المُشرفة إنَّما هي للمؤمن ، فلا حُرْمة أعظم من حُرْمة المؤمن 0
14.اَلْبَيْتُ اَلْعَتِيقِ خَيْرُ ما تُسَافِرُ إليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ خَيْرَ ما رُكِبَتْ إليه الرَّواحِلُ : مَسْجِدِي هَذَا ، والبَيْتِ العَتِيقِ "0 (صححه الألباني)
قال العلماء: سُمي بالبيت العتيق لأن الله تعالى أعتقه من الجبابرة، فلم يُرِدْهُ أحدٌ بسوءٍ إلا هَلَكَ ( حديث ضعيف )
15.نُورٌ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَلْبَيْتِ اَلْعَتِيقِ
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مَنْ قَرَأ سُورَةَ الكَهْفِ لَيْلَة الجُمْعَةِ أضَاءَ لَهُ مِنَ النِّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ألبَيْتِ العَتِيقِ 0 (صححه الألباني)
قيل سُمي: عَتِيقًا: لأنَّ الله عزَّ وجلَّ يَعْتِقُ فيه رقاب المذنبين من النَّار
16.الأمْنُ والأمَانُ لِزَائِرِ اَلْرَّحْمَن
قال تعالى : ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيَِّاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِـجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ ( 97 ـ آل عمران )
نقل المفسرون عن يحيى بن جَعْدَة في قوله تعالى : ﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾ قال : آمِناً مِنَ النَّار
17.أمُّ الرُّحَمِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنِّ الرَّحْمَةَ شَجْنَةٌ آخذة بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، تَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا، الرَّحْمُ شَجْنَةُ الرَّحْمَنِ أصْلُهَا في ألبَيْتِ العَتِيقِ فإذا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ ذَهَبَتْ حَتَى تناول بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ فتقول : هذا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ ، فَيَقُولُ مِمَّاذَا ؟ وهو أعْلَمُ فتقول : مِنَ القَطِيعَةِ ، إنَّ الرَّحْمَ شَجِنَةُ آخذة بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ تَصِلُ من وصَلَهَا وتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا"0 (صححه الألباني)
دلُّ الحديث الشريف على أن الكعبة المشرَّفة موطن الرَّحمة، فلا عجب أن تنزل رحمة الله تعالى على زُوَّارِها من الطَّائِفِينَ والمُصَلِّينِ، بل وحتى النَّاظرين إلى الكعبة المُشَرِّفَةِ تغمرهم الرَّحمة، فكلّ زُوَّارها بإذن الله تعالى مَرْحُومِينَ 0 وأم الرُّحْم ِ: اسم من أسماء مَكَّةِ المُكَرَّمَةِ0 وأمُّ الرُّحَمِ تعني : أصْلُ الرَّحْمَةِ، وتُسمى مكَّة أيضاً : رُحْمَى0
18.أمُّ اَلْقُرَىَ
قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ ( 92 ـ الأنعام )
قُرَى جَمْعُ: قرية، قال اِبن عبَّاس رضي الله عنهما : أمّ الْقُرَى أي: مَكَّة، ومن حولها أي: الأرض كُلّهَا0
وعن السُّدِّيّ قال: أمّ الْقُرَى: مَكَّة، وَإنَّمَا سُمِّيَتْ أمّ الْقُرَى، لأنَّ أوَّل بَيْت وُضِعَ بِهَا0
وقيل سُميت أمُّ القُرَى: لأنَّها قِبْلَةُ أهل الدنيا من المسلمين، فصارت هي كالأصل وسائر البلاد والقُرى تابعة لها، فأمُّ كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره0
19.الْبَلَدُ اَلأمِينِ
قال تعالى: ﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ ﴾ ( التين ) قال العلماء ﴿ الْبَلَدِ الأمِينِ ﴾ يَعْنِي: مَكَّة، سَمَّاهُ أمِينًا، لأنَّهُ آمِن ، وأمانة هذا البلد الحرام هو أن يُحْفَظَ من دخله كما يَحْفَظَ الأمين ما يؤتمن عليه0
20.بَكَةَ
قال تعالى: ﴿ إنَّ أوَّلَ بَيْتِ وُضِعَ لِلْنَاسِ لَلذِي بِبَكَةَ مُبَارَكًا وهدىً للعالمين ﴾ ( 96- آل عمران )
قال العلماء : ألبَكُّ هو: دَقُ العُنق ، وسُميت مكة بذلك لأنَّها : كانت تَدُقُّ رِِقَابَ الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم ،
وسميت بَكَّة لازدحام الناس في موضع طوافهم ، وقالوا : فإن الله بَكَّ به الناس جميعا
قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : لَمْ يَقْصُدُهَا جَبَّارٌ قَطُّ بِسُوءٍ إلا وَقَصَهُ (وَقَصَهُ أي : كسر عنقه )0 الله عزَّ وجلَّ
فمكة المُكرمة حَمَاها الله من كل جبَّار أرادها بسوء0
21.مَكَّةَ وَطَيْبَةَ حَمَاهُمَا الله تعالى مِنْ فِتْنَةِ اَلْدَّجَالِ
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد في الحديث الطويل ((( أنذركم الدجال أنذركم الدجال أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته وإنه فيكم أيتها الأمة ...... وإنه لايقرب أربعة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول والمسجد المقدس والطور )) .
22.انتبه ! تَتَضَاعَفُ اَلْذُّنُوبُ وَاَلآثَامُ في مَكَّةَ اَلْمُكَرَّمَة ِفِعْلُ الصَّغيرة في الحَرَمِ أشَدُّ مِنْ فِعْلِ الكَبِيرَةِ في غَيْرِهِ
قال ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري : أخرج الثوري في تفسيره عن السُّدي عن مُرَّة عن ابن مسعود رضي الله عنه قـال : مَا مِنْ رَجُلٍ يَهِمُّ بِسَيِئَةٍ فَتُكْتَبُ عَلَيْهِ ، إلاَّ أنَّ رَجْلاً لَوْ هَمَّ بِعَدَنِ أبْيَنَ أنَّ يَقْتُلَ رَجْلاً بالبَيْتِ الحَرَام إلاَّ أذَاقَهُ الله مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ
ثم قال ابن حجر مُعلقاً : ظاهر سياق الحديث أن فِعَلَ الصغيرة في الحرَّم أشدّ مِنْ فِعْلِ الكبيرة في غيره
وسُئل الإمام أحمد : هل تُكْتَبُ السَّيئة أكثر من واحدة ؟ قال : لا ، إلا بمكة، لتعظيم البلد 0
23.تَتَضَاعَفُ الذُّنُوبُ والمَعَاصِي في البَلَدِ الحَرَام
قال سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذُقْـهِ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ ﴾ ( 25 ـ الحجّ )
قال القرطبي: المعاصي تُضاعف بمكة كما تُضاعف الحسنات، فتكون المعصية معصيتين، إحداهما بنفس المخالفة، والثانية بإسقاط حرمة البلد الحرام، وهذا الإلحاد والظلم يجمع المعاصي من الكفر إلى الصغائر، فَلِعِظَمِ حُرْمَةِ المكان توعد الله تعالى على نية السَّيئة فيه، ومن نوى سيئة ولم يعملها لم يُحاسب عليها إلا في مَكَّةَ 0
24.الإلْحَادُ بِظُلْمٍ بِمَكَةَ عَام في جَمِيعِ المَعَاصِي
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذُقْهِ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ ﴾ (25- الحجّ ) نقل شيخ المفسرين الطبري عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين : أنه مَعْنِيّ بالظلم في هذا الموضع كل معصية لله ؛ وذلك أن الله تعالى عمّ بقوله : ﴿ ومن يُرد فيه بإلحاد بظلم ﴾ ولم يخصص به ظلم دون ظلم في خبر ولا نقل ، فهو على عمومه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام : ومن يُرِدْ في المسجد الحرام بأن يميل بظلم ، فَيُعْصَي الله فيه ، نُذِقْهُ يوم القيامة من عذاب موجع له 0
تعليقات
إرسال تعليق