فوائـــــــــــــــد الاخلاص والنية
1.تكون بذلك احقّ النّاسِ بشفاعةِ النبيّ –صلى الله عليه وسلم- يومَ القيامة من كان أخلصَهم لله؛ قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: مَن أسعد النّاس بشفاعتك يا رسول الله؟! قال: "مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه". رواه البخاري.
2.الإخلاص مانعٌ -بإذن الله- من تسلّط الشيطان على العبد، قال سبحانه عن إبليس: (فَبِعِزَّتِكَ لأغوينهم أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص:82،
3.العبد المخلص محفوظٌ بحفظ الله من العصيانِ والمكاره، قال سبحانه عن يوسفَ -عليه السلام-: (كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوء وَلْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24].
4.بالاخلاص ترتفع درجة المؤمن عند ربة ، يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم]لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كما مرّ بنا: ((وإنك لن تُخلَّف فتعملَ عملاً تبتغي به وجهَ الله إلا ازدَدتَ به درجةً ورفعة)) متفق عليه
وإذا قوِي الإخلاص لله علَت منزلة العبدِ عند ربّه، يقول بكر المزني: "ما سبقَنا أبو بكر الصدّيق بكثير صلاةٍ ولا صيام، ولكنّه الإيمان وقَر في قلبه والنّصحُ لخلقه".
5.الاخلاص سببٌ لتفريج الكروبِ، ولم ينجِّ ذا النون سوى إخلاصه لمعبودِه: (لاَّ إِلَـاهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـانَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ الظَّـالِمِينَ) [الأنبياء: 87].
6.الاخلاص سبب لاجابة دعوة العبد؛ يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "انطلقَ ثلاثة نفرٍ ممّن كان قبلَكم حتى آواهم المبيتُ إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدّت عليهم الغار، فقالوا: إنّه لا ينجّيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال كلّ واحدٍ منهم متوسّلاً إلى الله بصالح عملِه وإخلاصِه: اللهمّ إن كنتَ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك ففرّج عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجَت فخرجوا يمشون". متفق عليه.
7.الاخلاص يزيل الحقد والشحناء وضغائن الصدور القلوب ، يقول النبيّ –صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثٌ لا يغلّ عليهنّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحةُ ولاة الأمر، ولزوم جماعةِ المسلمين". رواه أحمد.
يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "مَن عرف الناس استراح". أي إنهم لا ينفعونه ولا يضرّونه.
ثمرات الإخلاص والمتابعة
الثمرة الأولى:-
سلامة المجتمع من الشرك. لأن الإخلاص لا يكون إلا بعد معرفة التوحيد، وترك الشرك بجميع أنواعه.
الثمرة الثانية:-
أنه بالإتباع يسلم المجتمع من البدع والخرافات؛ وهذا لا يكون أبداً إلا بالعلم النافع، ومعرفة هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في عبادته.
الثمرة الثالثة:-
اجتماع القلوب وأُلفتها؛ فإن الناس إذا اختلفت مقاصدهم، واختلفت مناهجهم ومشاربهم، تفرقت قلوبهم وربما نتج عن ذلك أن يسفك بعضهم دم بعض.
الثمرة الرابعة:-
التمكين في الأرض؛ فإن التمكين الذي يحبه الله لا يكون للمسلمين إلا إذا توفر فيهم هذان الأصلان.
قال تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنَّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأُلئك هم الفاسقون ).
وقال أبو حازم: لا يحسن عبد فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد.
ولا يعور ما بينه وبين الله إلا أعور الله ما بينه وبين العباد، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها
من قصص الإخلاص لله في العمل
قيل :انه كان في مكان ما ( شجرة ) كبيرة يقدسها الأهالي هناك ، فكانوا يستطبون بورقها ويستظلون بظلها طلبا للبركة ، إلى درجة التقديس ( والعياذ بالله ) وكان هناك ( رجل عابد زاهد تقي ورع ) فنهى الناس الجهلاء من مغبة تقديس الشجرة من دون الله ، ولكن دون جدوى ، فقرر أن ينهي الشجرة فحمل ( فأسه ) وذهب ليقطع الشجرة فلقيه ( الشيطان على شكل إنسان ) في الطريق وقال له : إلى أين ؟ إلى الشجرة لأقطعها ( رد الزاهد ) فحاول أن يمنعه الشيطان من التقدم نحو الشجرة ، إلا أن الرجل قرر الإستمرار في طريقه لإنهاء المنكر ، فمنعه الشيطان حتى اشتبكوا بالأيدي فتغلب الرجل العابد على الشيطان و ( بطحه أرضا ) فقال حينها الشيطان للرجل : ما رأيك أن تأخذ مني كل يوم 100 دينار مقابل أن تتركني وتترك الشجرة ، فبلع الرجل ريقه وقبل العرض المغري ، وترك الشيطان والشجرة وعاد بفأسه إلى داره ، وكان يصبح كل يوم ليجد تحت وسادته 100 دينا ، ومضى حال الرجل عدة أيام .. إلى أن نهض من نومه ذات يوم فلم يجد ال100 دينار ، فقرر حمل فأسه والذهاب لقطع الشجرة ، فلقيه الشيطان على شكل إنسان قائلا له : إلى أين ؟ إلى الشجرة لأقطعها .. رد الرجل ، فقال الشيطان لا لن تقطعها ، وتشابكا بالأيدي حتى تغلب الشيطان على الرجل وبطحه أرضا ، فقال الرجل للشيطان متسائلا : لماذا غلبتك في المرة السابقة ، وغلبتني في المرة الحالية ؟؟ فرد الشيطان قائلا : لأنك في الأولى خرجت من اجل الله .. أما في الثانية فلقد خرجت من اجل أل 100 دينار فخسرت المعركة ..
تعليقات
إرسال تعليق