المقولة التي أوردتها دعش «والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين» أثناء إعدامه 21 مصريًا من المقيمن في ليبيا .. مقولة ضالة مضللة , ولقد تباري كثير من الذين يدعون أنهم علماء دين أو أزهريين أو كتاب أو نحو ذلك في الدفاع عن الإسلام وعلي نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم , هذا حسن ولكن هم عرفوا المعرف بالضرورة والمعرف لا يعرف ولا جديد في كتاباتهم , كل مسلم مؤمن بدين الإسلام يعرف أن الإسلام دين رحمة وسلام وأن النبي جاء رحمة للعالمين , وكان من الأجدي والنافع أن يتناولوا نص الحديث المكذوب ذاته ويبينوا من روج له من التراثيون في كتب التراث المليئة بالغثاء والذي أخذ تنظيم داعش الإرهابي منها منهجا وعقيدة للقتل ليرتزقوا كما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يرتزق من رمحه بحسب الحديث الكاذب الضال المضلل , وإلي حضراتكم الآية الكريمة التي خاطب فيها الله سبحانه الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وبعد ذلك نورد نص الحديث المكذوب الذي رواه عبد الله بن عمر , ثم نأتي إلي مجموعة تخريجاته في كل الطرق التي جاءت بها في كل كتب الحديث:
أولا- الآية الكريمة التي وصف بها الله نبيه محمد صلي الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء 107
هذه الآية هي إقرار من الله بل يضع بها قاعدة أن النبي لم يرسله الله إلا رحمة للعالمين و"ما" هي النافية لما غيرها و "إلا" إستثناء يفيد القطع أن النبي أرسل رحمة للعالمين ولا لشيء آخر.
ثانيا- الحديث المكذوب الذي إفتروا به علي النبي صلي الله عليه وسلم:
"بُعثتُ بينَ يدَي الساعةِ بالسيفِ حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له وجُعِل رزقى تحتَ ظلِّ رمحى وجُعِل الذُّلُّ والصغارُ على مَن خالف أمرى ومن تشبَّهَ بقومٍ فهو منهم"
وقبل أن نأتي إلي تخريجاته في كتب الحديث أود أن أشير إلي أنه إذا صح السند (أي من رواه) فهذا ليس معناه أن يصح المتن , أي بمعني أنه إذا جاء حديث صحيح السند ولكنه ضد القرآن ومناقض له ولا ينفق مع الضابط الإخلافي للقرآن والسنة , فلا يصح هذا الحديث وينبغي تركه حتي ولو صح السند.
ثالثا- مجموعة تخريجاته
- أبو داود في السنن المختصرة .. صفحة 4031
- إبن أبي شيبة في مصنفه صفحة 313/5
- الطحاوي في مشكل الآثار صفحة 88/1
- إبن قتيبة في المجالسة صفحة 754
- البيهقي في شعب الإيمان صفحة 75/2
- إبن الأعرابي في معجمه صفحة 1137
- عبد إبن حنيف في مسنده صفحة 848
- الخطيب في الفقيه والمتفقه صفحة 73/2
- الذهبي في سير أعلام النبلاء صفحة 509/15
- البخاري علق جزء منه في صحيحه (أي لم يذكر فلان عن فلان بل قال حدثنا فقط)
رابعا- ماذا قالوا عن إسناده
- إبن تيمية قال في "مجموع الفتاوي" صفحة 270/28 أن إسناده حسن ورواه الناس وفي كتابه الثاني "إقتضاء الصراط المستقيم" صفحة 39 قال هذا إسناد حيد
- الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء صفحة 509/15 قال إسناده صالح
- إبن مفلح في كتابه "الفروع" صفحة 317/1 قال إسناده صحيح
- الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء صفحة 342/1 قال إسناده صحيح
- إبن حجر في كتابه "فتح الباري في شرح أحاديث البخاري" صفحة 222/10 , وحسنه مرة أخري في كتابه "تغليق التعليق" ( أي سد الفراغات في الأحاديث المعلقة التي لا يذكر فيها فلان عن فلان أو حدثنا حدثنا وأنما يذكر فيها و"قال فقط"
- الألباني في كتابه "إرواء الغليل" صفحة 109/5 قال إسناده حسن , وفي كتابه " جلباب المرأة المسلمة " صفحة 203 و 204
أفبعد الذي قدمته بالدليل من أباطيل وإفتراءات علي النبي صلي الله عليه وسلم في كتب الحديث , وعن أسماء الذين قالوا أن هذا الحديث حسن وصحيح وسليم وأسماء كتبهم ومجلداتهم وأرقام صفحاتهم الشيطانية الملعونة , أفبعد ذك نلوم جماعة داعش الإرهابية التي تقتل وتذبح بناء علي ما قال به الأفاقون الضالون المسيئون إلي الله ورسوله.
وأخيرا أقول إذا كان هؤلاء ارباب التراث يقولون بصحة الحديث المكذوب بل يستحسنونه فليس بكثير علي داعش أن تقول به وتستحسنه وتشيد به بل وتفعّل هذا الحديث علي أرض الواقع وتقتل وتسبي من أجل الغنائم والفيء كي يرتزقون كما أرتزق النبي الذي اخترعوه هم وليس النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين , ذلك النبي الممتلأ رحمة عندما سمع سعد بن عبادة الأنصاري وهو من أهم الشخصيات في المدينة يقول يوم فتح مكة يوم 20 رمضان سنة 8 هجري "اليوم يوم الملحمة" ويقصد بها القتل والذبح والتقطيع , لا يكتفي النبي صلي الله عليه وسلم بتصحيح الخطأ في هذا القول , بل يعلن بنفسه "اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله فيه قريشا" ويتخذ القرار بإقالة سعد الذي إستفزته مشاعر الفرح بالنصر المبين , ثم يعطي الراية لإبنه قيس الذي كان معروفا بالحكمة والتؤدة.
تعليقات
إرسال تعليق